
الرئيسية » تحقيقات ومطولات » الدليل السياحي والتطبيقات الإلكترونية... طوق نجاة أم اختناق؟
استعان العرب بالمرشد والدليل من أبناء البلاد في أسفارهم حتى لا يضلوا الطريق. ففي الجاهلية كان العرب من سكان الجزيرة العربية يقصدون بلاد الشام واليمن في تجارتهم، وتأمين حاجاتهم الأساسية. وكانوا يستعينون بأشخاص لمساعدتهم في الطريق. وازدادت الحاجة للدليل المرشد لاحقاً مع ظهور الديانات التوحيدية، وظهور شعيرة الحج التي تتطلب سفراً طويلاً على ظهر الدواب، فكان أتباع المسيحية يحجون إلى القدس، فيما المسلمون يشدون رحالهم إلى مكة المكرمة.
وسلط السيد الضوء على معوقات أخرى قد تزيد فرص الاعتماد على التطبيقات الذكية، مثل نقص أعداد المرشدين السياحيين الذين يتقنون اللغات النادرة، وعدم توفر مراكز ثقافية لهذه اللغات في مصر، إضافة إلى عدم تدريسها في الجامعات بصورة تؤهلها لسوق العمل.
ومع انتشار التطبيقات الإلكترونية الخاصة بالسفر باتت أي تجربة سياحية متكاملة على بعد ضغط زر، بخاصة مع انتشار الهواتف الذكية التي قد توفر لصاحبها كل ما قد يحتاجه من خدمات يقدمها الدليل السياحي التقليدي.
مبدياً تخوفه من انتشار النظم التكنولوجية في المناطق السياحية المصرية، مثل الأكواد التي يمكن وضعها على القطع الأثرية، وتوافر ميزة صوتية لعرض تاريخها ومعلومات عنها، فقد تعتمد عليها شريحة واسعة من السياح، وتستغني عن المرشدين.
بدأت حينها حقبة الإعداد والتعليم ولم تعد تقتصر مهمة المرشد والدليل السياحي على كشف الطرق وإنما تجاوزتها إلى وظيفة تربوية تعليمية. إذ يلتزم بإبراز الأبعاد الحضارية للمواقع التراثية والأثرية، وإيضاح السياق التاريخي لازدهار واندثار بعض الحضارات، ناهيك بإبراز أهمية الأعمال الفنية ومزاياها والمدارس التي تنتمي إليها.
وتضيف "وصف وتفسير الدليل له وقع على ذاكرة السائح"، موضحة "هذا الوصف لا يمكن أن يمحى مع لحظة الزيارة المباشرة للمكان ومعرفة كل شاردة وواردة، في المقابل ما يمكن أن تقرأه أو تشاهده بالمنصات الإلكترونية قد ينسى في لحظات".
المرشد السياحي كما يسمى في المغرب، مهنة لها ضوابط وقوانين منظمة، نور الإمارات وهو لا يمارس هذه المهنة إلا بعد اجتياز اختبارات بدنية وشفوية من قبل السلطات الوصية على قطاع السياحة داخل البلاد، لمعرفة هل يصلح لمزاولة هذه المهنة السياحية المهمة.
المظهر تبرع إنشاء حساب دخول أدوات شخصية تبرع
سياح أجانب بمدينة تارودانت المغربية (وكالة الأنباء الرسمية)
وفي مصر تتباين آراء المتخصصين حول تأثير هذه التطبيقات في مهنة الإرشاد السياحي، فبينما يراها البعض تهديداً للمهنة التقليدية، يعتبرها آخرون فرصة لتعزيز الخدمات السياحية.
ومع مرور الوقت شاع اعتقاد بتراجع مكانة الامارات الدليل السياحي على المستوى العالمي، نظراً لتزايد الخدمات المقدمة عبر شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول الدليل محمد المهندس "حتى الآن الأثر الملموس لهذه التطبيقات ضعيف، لكن في الوقت ذاته ومع قلة الطلب السياحي وتراجع الحجوزات الفندقية وتنظيم الرحلات، يجد الدليل السياحي نفسه أمام واقع مرير مع منع القوانين له من العمل في مهن إضافية، موضحاً أن التطبيقات السياحية في حال انتشارها فإنها لن تضر فقط بالأدلاء السياحيين وإنما سيطاول ضررها قطاعات أخرى كالسائقين وشركات السياحة.
إشكالية الردم بعد الهدم... تجارب فاشلة ومخاوف من تكرارها